رواية عشق الذئب الفصل الثالث 3 بقلم اسماعيل موسى
#عشق_الذئب
#الجزء_الثالث
بيرى
فتحت عنيه وقت الظهر ، رغم ان الشمس كانت فى كبد السماء إلا انها لم تدخل الكهف وكان الجو داخله بارد منعش يساعد على النعاس
استلقيت على الفراش بكسل وانا اعصر عظامى، من وقت طويل جداً لم أنم بهذا بالشكل ، خالتى فاكى اللعينه كانت دايمآ تصحينى من النجمه، فركت العماص من عنيه وبدر منى تثأوب عنوه، لاحظت انى متغطيه انا فاكره كويس انه لم يكن هناك غطاء قبل نومى لكن مش مهم، أشعر اننى مبتهجه قادره على تغيير العالم.
بتلفت جنبى لقيت سمكه كبيره ممدده جوارى، فتحت فمى بصدمه
هو الكهف غرق وانا نايمه ولا ايه؟
مين وصل السمكه دى هنا؟
اول ما شفت السمكه معدتى بدأت تقرقع الفواكهه إلى اكلتها مبارح مكنتش كافيه لسد جوعى، بصيت للسمكه بحزن، معلهش بقا مضطره اشويكى واكلك
بحثت عن سكين، يالى غبائى السكين كان جنب السمكه، لكن انا مضطره اروح النهر عشان اغسل السمكه، بصيت للنهر كان بعيد عنى وانا مكسله اصلا وافتكرت ان فيه شلال قريب من الكهف وكان فيه طريق ممهد من الكهف إلى مكان الشلال، نبع مائى صغير منحدر نحو قاع الجبل خلال الصخور
غسلت السمكه كويس وجمعت الحطب فى طريق رجوعى، أشعلت الحطب وقمت بشى السمكه واكلت ربعها قبل أن تستوى.
بعد ما اكلت شعرت بتخمه وقررت اقوم بجوله استكشافيه حول الكهف الذى أصبح ملكى، نزلت من الكهف نحو المروج الشاشه ومشيت وسط زهور كانتيكون ولابرامس، اروازول وزهرة القمر والروايح غمرت انفى وقعدت المسها بايدى وانا بجرى لحد ما وصلت النهر.
نهر واسع صافى جميل، تذوقت الماء وغصت خلاله حتى ركبتى
ياه يا بيرى انتى ممكن تعيشى هنا عمرك كله بعيد عن البشر والذئاب مش ناقصك غير القهوه والكتب، انا بحب القرأه والجو هنا رهيب وسط الخضره لكن للأسف مفيش كتب ولا قهوه.
دغدغتنى الميه وحسيت بيها بتلاعبنى، نزعت ملابسى وغصت داخل المياه ثم سبحت مع التيار وروحت العب بالماء
عارفه انى مش طفله صغيره لكن انا كان نفسى اعمل كده من زمان
لكن الحياه القاسيه حرمتنى من أبسط حقوقى
فضلت فى الميه مده طويله لحد ما سمعت حركه وصوت جاي من بين الأشجار، اترعبت وخوفت وطلعت من الميه بسرعه لبست هدومى وركضت ناحيت الكهف بكل سرعتى
الجروه قالت لازم اختفى جوه الكهف ومخليش حد يشعر بوجودى
بس كان فيه شىء غريب، ملقتش بقيت السمكه، او بمعنى أدق السمكه اتاكلت ومش فاضل منها غير اللاشواك.
_______________________
ايمير
هزيل الرعد
تابعتها من بعيد دون أن تشعر بى، فأنا وحدى دون الجميع استطيع ان أضخم جسدى او اصغر، ان اختفى بين الحشائش او أظهر، ان ابدل مظهرى كيفما اشاء، فانا واحد منهم ولست واحد منهم انا ايمير
هذه الفتاه البريئه تثير فضولى، من زمن بعيد، من وقت اخترت العزله لم أرى فتاه فى مثل جمالها
مثل كل شاب ذئب لا انكر كان لدى عشيقات كنت اقابلهم عندما اذهب للتسكع فى الحانات لكن هنا وسط الجبل، عند كهفى، كهف سرمساح لم تضع أنثى قدمها داخله
وها هو الكهف تلوث بتلك البريئه المتطفله، اسنانى ترغب فى التهامها وقلبى يطالبنى ان امنحها فرصه
كان على ان اعرف ان كانت جروه، بنت ذئب، كثير منهم يهرب من عائلته فى هذه الانحاء
رغم ان حدثى يقول انها بشريه وحدثى لم يخطيء من قبل
إستيقظت تلك الكسوله بعد الظهر وقامت بتنظيف السمكه وشيها ثم اكلت منها حتى شبعت
كنت أتضور من الجوع، بعد رحيلها اكلت ما تبقى من السمكه ثم استخدمت سرعتى للحاق بها.
وجدتها غائصه داخل المياه وتضرب التيار مثل طفله حمقاء، ثم نظرت يمنه ويسرى قبل أن تنزع ملابسها وتسبح داخل النهر
اشحت بوجهى لبعيد كى لا أراها، لكنى سألت نفسى ما الضير انا اراها واتمتع بمظهرها، فنحن حيوانات وهذا امر عادى فى عقيدتنا
تلك الغبيه ظلت داخل الماء مده طويله وانا اتابعها منبطح على العشب أسند رأسى بيدى.
للذئاب حاسة شم قويه وادركت ان بعضهم شعر بوجودها، فقمت بحركه لارعابها حتى تخرج وتهرب ناحيت الكهف
كهفى الذى لا يجروء ذئب ولا حتى الفا من الأقتراب منه، فكل ذئب داخل الغابه المحظوره يعرف ما سيحدث له اذا تجراء ودخل ارضى
ثم روحت اضحك عليها وهى تركض مرتعبه تحاول أن ترتدى ملابسها وهى تجرى
وكنت كلما لاحظت ان سرعتها خفتت اقوم بارعابها فتواصل ركضها مره أخرى.
تأكدت انها بشريه لكنى لم أتمكن من فهم لماذا حضرت هنا؟ من ارسلها لكهفى حتى تموت ويتقطع جسدها بأنيابى؟؟؟
من داخل الغابه المحظوره يكرهها لهذا الحد؟
كان لها جسد ممشوق، تلك اللعينه كانت جذابه فعلآ
اختفت داخل الكهف وكانت تعتقد أننى لا أراها، انها لا تعرف الكهف مثلى ولا تعرف اننى شققت خلاله كوات فى الصخور من أجل تغيير الهواء، كوات تمكننى من مراقبة الكهف ورؤية اى دخيل
داخل الكهف نزعت تلك البشريه ملابسها وقامت بنشرها حتى تجف، ودارت جسدها بغطاء خفيف كنت استخدمه أحيانآ عندما اجلس تحت القمر وحدى فوق الجبل.
وقررت ان أظهر لها واتحدث معها، ليس كذئب طبعا فهى ان رأتنى ذئب سوف تهرب، وليس كهيئتى الطبيعيه فأنا لم اسمح لأى شخص برؤيتى على طبيعتى، واستخدمت جراب الحيل الذى لا يفارقنى فغيرت مظهرى لرجل مسن بلحيه بيضاء طويله وظهر منحنى
تعمدت ان اقطع طريق الكهف بضعف وانا اتكاء على عصى خشبيه
عجوز تعس يسعل بصوت عالى ويتوقف للراحه كل خمس دقائق
ورأيتها فى مدخل الكهف تنظر إلى بخوف واندهاش.
__________
بيرى
مكنتش عارفه مين الى بيعمل الصوت ده، حيوان او ذئب لكن كنت متأكده انى لازم اجرى واستخبى جوه الكهف
الصوت ده كان ماشى ورايا بين الأشجار وكأنه بيدفعنى ناحيت الكهف
وصلت الكهف بسرعه وعاينت المكان مشفتش حاجه، لكن السمكه اتاكلت للأسف ، خلعت هدومى ونشرتها حتى تجف، ولفيت نفسى بغطاء خفيف رائحته عفنه
قعدت ادندن مع نفسى وانا بتابع الدرب الجبلى الموصل للكهف عشان اتأكد أن مفيش حد بيراقبنى
الطريق كان خالى، حمدت ربنا وقلت فى نفسى هستطلع الكهف من جوه، مشيت داخل الكهف إلى كان ممتد داخل خصر الجبل، الكهف راح يضيق جدا بعد كده وسع تانى ومكنتش مصدقه نفسى لما شفت فى مؤخرة الكهف، كتب كتيره مرصوصه جنب الحيطه
ولقيت كمان قهوه وشاى وموقد فخار وخزين أطعمه وبطانيه جديده
رغم سعادتى بقيت خايفه جدا، معنى كده ان الكهف فيه حد عايش فيه، اكيد ذئب ضخم وانا بغبائى تعديت على ملكيته
لكن رؤية الكتب نسيتتى كل حاجه، خدت روايه لجين اوستن وخرجت عند مدخل الكهف اتسلى بيها
قعدت اقراء من بعيد لمحت راجل عجوز طالع الدرب ناحيت الكهف
فى ايده عصايه وعمال يسعل انا قلت هيموت قبل ما يوصل الكهف
وقفت ابص عليه واسأل نفسى دا عايز ايه بس يا ربى؟
وايه إلى جابه هنا، ممكن الذئاب تأكله بسهوله
القصه بقلم اسماعيل موسى
وصرخت انتى غبيه جدا يا بيرى، انتى لازم تلاقى حاجه تدافعى بيها عن نفسك وعن الكهف، جريت على مؤخرة الكهف ولقيت هناك حربه حديديه مسننه جبتها ورجعت وقفت على مدخل الكهف انتظر الشخص الغريب ده.
___________________________
ايمير
رأيتها فى مدخل الكهف بيدها حربه وكتاب تقف كمحاربه اسطوريه
كدت اضحك من مظهرها
ذاك الارتباك الجميل ما بين ان تمسك بالحربه والكتاب او تمسك غطائها الذى يستر جسدها
وسعلت اطلب المساعده، تركت كل شىء فى يدها وركضت نحوى واشفقت عليها، اشفقت عليها من برائتها، الذئاب لا ترحم، إذآ قابلها اى ذئب حتى لو كان جرو سيقتلها، الطيبه تورطنا أحيانآ
ركضت البشريه نحوى واسندتنى بذراعها وهى تتمتم بكلام مختلط
من انت، كيف وصلت لهنا، الذئاب من الممكن أن تأكلك
قلت بضعف عابر سبيل ضل طريقه يطلب طعام ومأوى ثم يرحل
وتعمدت ان استند عليها، ان يلمس جسدى جسدها البض حتى وصلتنى للكهف
ألقيت بجسدى على الأرض واتكأت على الجدار وقلت ما اسمك؟
قالت بيرى يا عم
وشعرت بالغيظ، انا اكبر منها فعلا لكن ليس إلى ذلك الحد، وكيف لها أن تعرف أنها كانت تحتضن شاب مثلها؟
طلبت طعام فأحضرت لى بعض الفواكه المجففه، بعد أن انهيت طعامى، قلت لست اتطفل عليك، لكن هل من الممكن أن اقضى ليلتى هنا مقابل ان اعلمك بعد أساليب الدفاع عن النفس؟
وضحكت، ضحكت بيرى ورأيت أجمل ابتسامه فى حياتى كانت ابتسامتها كتفتح زهرة لازورانك فى يوم ممطر
لا تسخرى منى يا صغيرتى، قد أبدو لك كهل لكن لدى خبره جيده فى القتال
همست بيرى بصوت يشبه رنين الطبيعه، قالت إذا قمت بحركتين متتاليتين يا عم اعتقد انك ستموت
ابتسمت مثلها، قلت سنرى، عندما يعلو القمر فوق كهف سرمساح سأعلمك القتال....
يتبع في الجزء الرابع